إن بدء عمل تجاري هو حلم العديد من رواد الأعمال في العالم العربي، ومع ذلك فإن تحويل هذا الحلم إلى حقيقة يتطلب أكثر من مجرد الشغف والعمل الجاد.
أحد أهم الجوانب في بدء عمل تجاري هو تأمين التمويل اللازم لبدء العمل على أرض الواقع، في حين أن الحصول على قرض تجاري يمكن أن يكون خيارًا رائعًا للتمويل ، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا سيفًا ذا حدين.
إذا لم يتم التخطيط والتنفيذ بعناية ، فإن الحصول على قرض تجاري يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ، مثل التخلف عن سداد القرض أو حتى الإفلاس ، لذا في هذا المقال سنناقش الأخطاء الشائعة التي يجب على رواد الأعمال تجنبها لزيادة فرصهم في النجاح وتحويل حلمهم إلى حقيقة مزدهرة .
1. التخطيط المالي غير الكافي:
أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يرتكبها رواد الأعمال عند الحصول على قرض تجاري هو عدم كفاية التخطيط المالي، فبدون فهم واضح لوضعهم المالي قد لا يتمكن رواد الأعمال من تحديد مبلغ المال الذي يحتاجون إليه للاقتراض وكيفية سداده، وبالإضافة إلى ذلك قد لا يكون لديهم فهم واضح لمعدلات الفائدة وشروط السداد المرتبطة بالقرض.
لتجنب هذا الخطأ ، يجب أن يكون لدى رواد الأعمال فهم واضح لوضعهم المالي قبل التقدم بطلب للحصول على قرض تجاري ، ويجب عليهم تحديد مبلغ المال الذي يحتاجون إليه للاقتراض وإنشاء خطة سداد واقعية ويجب عليهم أيضًا البحث في أسعار الفائدة وشروط السداد المرتبطة بالقروض المختلفة واختيار أفضل ما يناسب احتياجاتهم.
2. عدم البحث عن المقرضين:
خطأ شائع آخر يرتكبه رواد الأعمال هو عدم البحث عن المقرضين قبل التقدم بطلب للحصول على قرض تجاري ، حيث يقدم المقرضون المختلفون معدلات فائدة وشروط سداد مختلفة.
فبدون البحث عن مقرضين مختلفين ، قد ينتهي الأمر برجال الأعمال بدفع أسعار فائدة أعلى ولديهم شروط سداد أقل ملاءمة ، ولتجنب هذا الخطأ يجب على رواد الأعمال البحث عن مقرضين مختلفين ومقارنة أسعار الفائدة وشروط السداد، ويجب عليهم اختيار المُقرض الذي يقدم أفضل الشروط والأحكام لأعمالهم.
3. التركيز على الفوائد قصيرة المدى:
قد يميل رواد الأعمال إلى التركيز على الفوائد قصيرة الأجل عند الحصول على قرض تجاري وقد يقترضون أموالًا أكثر مما يحتاجون إليه أو يختارون قرضًا بفترة سداد أقصر لتقليل مقدار الفائدة التي يدفعونها، لذا يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى مشاكل طويلة الأجل للأعمال..
ولتجنب هذا الخطأ ، يجب على رواد الأعمال التركيز على الفوائد طويلة الأجل للحصول على قرض تجاري، ويجب عليهم اقتراض مبلغ المال الذي يحتاجون إليه لتحقيق أهدافهم طويلة الأجل واختيار قرض بفترة سداد تسمح لهم بسداد القرض دون وضع الكثير من الضغط على أعمالهم.
4. عدم وجود خطة احتياطية:
يجب أن يكون لدى رواد الأعمال خطة احتياطية في حالة عدم قيام أعمالهم بتوليد إيرادات كافية لسداد القرض، فبدون خطة احتياطية ، قد يتخلف رواد الأعمال عن سداد قرضهم ، مما قد يكون له عواقب وخيمة على أعمالهم وأموالهم الشخصية.
ولتجنب هذا الخطأ ، يجب أن يكون لديهم فهم واضح للوضع المالي لأعمالهم ووضع خطة لتقليل النفقات أو زيادة الإيرادات إذا لزم الأمر.
5. تجاهل أهمية التاريخ الائتماني:
يعد تاريخ الائتمان عاملاً مهمًا يجب أن يأخذه المقرضون في الاعتبار عند اتخاذ قرار الموافقة على قرض تجاري ، فبدون تاريخ ائتماني جيد ، قد لا يتمكن رواد الأعمال من التأهل للحصول على قرض أو قد يضطرون إلى دفع معدلات فائدة أعلى.
ولتجنب هذا الخطأ ، يجب على رواد الأعمال الحفاظ على تاريخ ائتماني جيد من خلال دفع فواتيرهم في الوقت المحدد وتجنب الديون، ويجب عليهم أيضًا مراقبة درجة الائتمان الخاصة بهم بانتظام ومعالجة أي أخطاء أو مشكلات قد تؤثر سلبًا على تاريخهم الائتماني.
6. تجاهل الشروط والأحكام الخاصة بالقرض:
من المهم أن تفهم شروط وأحكام اتفاقية القرض ، بما في ذلك جدول السداد وأسعار الفائدة والرسوم، فقد يؤدي عدم القيام بذلك إلى فرض رسوم أو عقوبات غير متوقعة ، مما قد يؤثر سلبًا على الاستقرار المالي للشركة، لذا يجب على رواد الأعمال طلب المشورة المهنية إذا لم يفهموا أي جانب من جوانب اتفاقية القرض.
7. أهمية التخطيط المالي الواقعي لتجنب أخطاء القروض التجارية:
إن المبالغة في تقدير إيرادات الشركة أو التقليل من المصاريف هو خطأ شائع آخر يرتكبه رواد الأعمال عند الحصول على قرض تجاري، فمن الضروري إنشاء خطة مالية واقعية تتضمن الإيرادات والمصروفات المتوقعة لضمان أن مبلغ القرض كافٍ وأن الشركة يمكنها سداد القرض.
يمكن أن يؤدي المبالغة في تقدير الإيرادات أو التقليل من المصاريف إلى نقص الأموال وصعوبة سداد القرض ، مما قد يضر بدرجة ائتمان الشركة.
في الختام ، يمكن أن يكون الحصول على قرض تجاري خطوة مهمة نحو تحقيق أحلامك في ريادة الأعمال ، ولكن يمكن أن يكون أيضًا مسعى محفوفًا بالمخاطر إذا لم يتم التعامل معه بعناية واهتمام بالتفاصيل .