تغريدة إقتصادية

أمريكا في زمن كورونا.. اقتصاد مهزوز وقطاع صحي متردي

حالة من التخبط تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل أزمة “كورونا” التي تجتاح العالم، إلا أن أمريكا تتربع على قائمة أكثر الدول تسجيلا للإصابات والوفيات، بأكثر من 636 ألف إصابة مؤكدة، وأكثر من 28 ألف وفاة، حسب مصادر إعلامية غربية.

ولم تقتصر الإصابات على السكان المدنيين فقط في أمريكا، بل امتدت لتطال العاملين في القطاع الصحي بمعدل 65 ألف إصابة، في حين تشير تقارير إلى أن سبب الارتفاع الكبير في الإصابات بين العاملين في القطاع الطبي الأمريكي يعود إلى عدم حرصهم ولا مبالاتهم إضافة لعدم ارتداء الكمامات والقفازات الواقية أثناء فحص المصابين.

ويرى مراقبون أن أمريكا تعيش اليوم أسوء أزمة في تاريخها والسبب يعود إلى سياسة الرئيس الأمريكي دوناد ترامب في التعاطي باستهتار مع “كورونا”، خاصة وأنه اعتبر أن الفيروس مجرد خدعة إعلامية ليبرالية، الأمر الذي جعله يتعرض لانتقادات كثيرة خاصة من الديمقراطيين الذين وجهوا له أصابع الاتهام بانتهاجه سياسات متخبطة في التعامل مع أزمة “كورونا”.

وأشار مراقبون أيضا إلى أن ترامب اتهم أيضا بالفشل والكذب في التعامل مع أزمة الفيروس، الأمر الذي كان صادما للأمريكيين أنفسهم ولكثير من دول العالم الذين لم يتوقعوا أن تكون أمريكا بهذا الضعف في بنيتها التحتية وخاصة الصحية، إضافة إلى أنها غير جاهزة حتى على صعيد تأمين الكمامات الطبية لشعبها.

إقرأ أيضا:وزارة المالية التركية مفاوضات مبادلة العملة مع عدد من البلدان مستمرة

وفي هذا الصدد قال الكاتب موسى شتيوي، في صحيفة “القدس” الفلسطينية، إن أزمة (كورونا) كشفت عن مدى الوهن الذي أصاب الولايات المتحدة، ليس بسبب عدم كفاءة نظامها الصحي فحسب، وإنما أيضًا بسبب إدارة الأزمة التي جاءت مرتبكة ومترددة، مما ساهم بتصدرها لعدد الإصابات في العالم، حيث أصبحت تستحوذ على أكثر من خُمس الإصابات في فترة زمنية قصيرة جداً.

وبات من الواضح حجم الضرر الذي ألحقته أيضا أزمة “كورونا” بالقطاع الاقتصادي الأمريكي وسط تخبط ترامب في إصدار القرارات التي لم تنفع حتى الآن في جعل الاقتصاد يتخطى حافة الهاوية، خاصة وأن معدل البطالة في تصاعد تخطى المعدلات القياسية العادية، وسط مخاوف من امتدادها إلى قطاعات اقتصادبة واجتماعية مختلفة.

وفي هذا الصدد ذكر موقع “سي ان ان” بالعربي  في تقرير له أنه “مع احتدام أزمة (كورونا)، أصبح ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل، والعديد منهم يتجهون نحو بنوك الطعام المحلية للمساعدة في إطعام أسرهم، إذ ينتظر الناس في طوابير طويلة وضخمة خارج بنك طعام منطقة (بيتسبرغ)، أما في (سان أنطونيو) تم تقديم أكثر من مليون رطل من الطعام إلى 6 آلاف عائلة محتاجة، لكن رغم ذلك يتلف المزارعون محاصيلهم بسبب نقص الطلب من المطاعم والعمليات التجارية الأخرى”.

وأضاف التقرير أن “المزارعين ومتجي الألبان يقومون بإتلاف ملايين الغالونات من الحليب التي كانت تذهب عادة إلى المدارس والمقاهي التي باتت مغلقة الآن”.

إقرأ أيضا:بسبب كورونا اقتصاد المملكة المتحدة يتعرض لأكبر ركود في تاريخ البلاد

وبالبقاء في الجانب الاقتصادي وحجم الأضرار التي لحقت به، فبحسب تقارير متعددة:

  • تراجع مبيعات التجزئة بنسبة 8.7% خلال شهر نيسان/أبريل الجاري، مقارنة بشهر شباط/فبراير الماضي.
  • هبوط حاد في مبيعات محلات الملابس إلى النصف.
  • إغلاق الكثير من المتاجر والمقاهي والمطاعم لأبوابها وتراجع عائداتها بنسبة 25.5%.
  • تقلص النشاط الاقتصادي الأمريكي بشكل حاد ومفاجئ جراء تدابير الحجر المنزلي، وفق ما أفاد “الاحتياطي الفدرالي الأمريكي”.
  • وتعتبر قطاعات الترفيه والفنادق ، إضافة لقطاعات البيع بالتجزئة من أبرز القطاعات المتضررة.
  • توقعات من البنك المركزي الأمريكي بتدهور الأوضاع الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة.
  • إغلاق المصانع لأبوابها وتراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 5.4% عما كان عليه في شباط/ فبراير الماضي، حسب بيانات “البنك الاحتياطي الفدرالي”.
  • تعتبر ولاية نيويورك بؤرة وباء “كورونا” في الولايات المتحدة، والتي شهدت بدورها تراجعا في نشاطها الصناعي إلى أدنى مستوى له، منذ بداية شهر نيسان/أبريل الجاري.
  • ارتفاع نسب البطالة  بشكل غير مسبوق في عموم أمريكا منذ منتصف شهر آذار/مارس الماضي، ما دفع بـ 16.7 مليون شخص إلى تقديم طلبات للحصول على مساعدات بطالة، حسب تقرير “البنك الاحتياطي الفيدرالي”، الذي توقع استمرار معدلات البطالة في الارتفاع.

ورغم تلك الحالة المتردية التي تعيشها أمريكا، إلا أن ترامب يواصل توجيه الاتهامات للصين في البطء بالتعامل وتبادل المعلومات حول عدد الإصابات منذ بدء تفشي الفيروس في مدينة “يوهان” الصينية، إضافة لتوجيه الاتهامات إلى منظمة الصحة العالمية وقطع الدعم عنها بسبب انحيازها لصالح الصين.

إقرأ أيضا:أسعار النفط تهوي جراء انهيار الطلب

ورغم كل ذلك أيضا وامتدادا لحالة التناقض الأمريكية في المواقف والتعاطي مع أزمة “كورونا”، فإنها تبني الآمال اليوم على أن تمدها الصين بالمساعدات اللازمة لمكافحة الفيروس،وهذا ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء الماضي، الذي أشار إلى أن “أمريكا تعلق آمالها على تسهيل الصين تصدير الإمدادات الطبية لتلبية الطلب الكبير عليها في الولايات المتحدة”، حسب بيان للخارجية الأمريكية.

ويرى مراقبون أن ما بعد أزمة “كورونا” ليس كما قبلها بالنسبة لأمريكا ولترامب، وسط توقعات وترجيحات بأن تطيح تلك الأزمة به من على كرسي الحكم، كما ستطيح تلك الأزمة بزعامة أمريكا للعالم، مؤكدين أن هذا ما ستكشفه قادمات الأيام.

المصدر: وكالات أجنبية, مواقع الكترونية.

السابق
الغارديان البريطانية الناس يبحثون عن أخبار سارة بخصوص كورونا
التالي
كورونا يخطف صاحبة القلب الطيب في بريطانيا